العنف المدرسي العنف المدرسي هو سلوك، أو فعل عدوانيّ يصدر عن فرد، أو جماعة، بهدف إحداث أضرار جسديّة، أو معنوية، أو نفسيّة تلحق ضرراً بالطالب، أو المعلم، أو المدرسة، وينقسم إلى قسمين، عنف مادي، كالضرب، وتدمير محتويات المدرسة، والكتابة على جدرانها، وعنف معنويّ، كالسخرية، والشتم، وعدم الطاعة، وسنتحدّث في هذا المقال عن أسباب العنف المدرسي، ومظاهره.
أسباب العنف المدرسي - الأسرة: فقد يهمل الأبوان أبناءهما؛ لانشغالهما بعملهما، أو نتيجة التفكك الأسري الناتج عن طلاق الأبوين، إضافة إلى الفقر، وعدم قدرة الأسرة على تلبية احتياجات أبنائهم.
- المجتمع: فما زالت النظرة التقليدية هي الشائعة في مجتمعاتنا، حيث يرفعون من التلميذ الناجح، ويقللون من التلميذ الضعيف دراسياً، فهذه المقارنة التحقيرية تجعل التلميذ يلجأ إلى سلوك منحى العنف؛ ليسلط الأنظار عليه، إضافة إلى السلطة الأبوية التي ما زالت مسيطرة في المجتمع، حيث إنّ قيام الأب بتعنيف ابنه، أو المدرّس بتعنيف تلميذه أمر طبيعيّ، وجائز، ويعدّ أمراً ضرورياً لتربيته تربية جيّدة.
- الثقافة: فأغلب الأعمال الدرامية التي تعرض على شاشات التلفاز مليئة بالعنف، والقتال، إضافة إلى الألعاب التكنولوجية العنيفة، وطريقة الحوارات السياسيّة القائمة على تبادل الكلمات العنيفة البذيئة بين الأطراف المختلفة.
مظاهر العنف المدرسي - العنف اللفظي: ويتمثل باستخدام ألفاظ غير عادية، كالسبّ بإيحاءات جنسية، والسباب الديني، واستعمال هذه الألفاظ يكون نتيجة فقدان الوازع الاجتماعي، والتربية الضعيفة، وغير السليمة، إضافة إلى الكبت.
- العنف غير اللفظي: ويكون ذلك بالاستهزاء بالآخرين، وتحقيرهم، والتهديد، أو الإيماء بسوء، والتخويف، والحقد، وقد يكون العنف من الأسرة تجاه الابن كالاستهزاء بضعفه في التحصيل الدراسي، ومقارنته بغيره من أبناء عمره، وإشعاره بالفشل، والإحباط.
- العنف المجسد: وذلك بالكتابة، والرسم على الجدران، وأغلفة الكتب المدرسيّة من إيحاءات عنصريّة تكون موجّهة لزملائهم الذين يعتبرون أعداءً لهم، أو لمعلميهم، وتحتوي هذه الكتابات على التهديد، والتحريض ضدّ الأساتذة، والتلاميذ.
- العنف المنظّم: ويتمثل العنف هنا في مجموعة من التلاميذ يتزعمهم تلميذ عنيف، وعدواني، ومهمتها تخويف بقية التلاميذ، وتهديدهم، وإجبارهم على دفع الأموال، والاستيلاء على أشيائهم.
- العنف الاتصالي: أدّى انتشار استخدام وسائل الاتصال الحديثة بين التلاميذ من الهواتف المحمولة، والحواسيب، إلى ظهور العنف الإتصالي المتمثل في توجيه رسائل تهديدية من خلال الهواتف المحمولة، وإنشاء صفحات على شبكات "الفيس بوك" للتحريض على تلميذ معين، أو أستاذ ما.
- العنف الرياضي: إنّ التعصّب الرياضي المنتشر بين الناس أدّى إلى ظهور العنف الرياضي بين التلاميذ، وذلك بظهور مجموعة من التلاميذ المشجعين لإحدى الفرق الرياضية، وتحويلهم المدرسة إلى ساحات لتبادل الشتائم، والضرب دفاعاً عن فرقهم الرياضيّة.
- العنف تجاه الذات: فينطوي التلميذ على نفسه، ولا يختلط بزملائه، فيشعر بأنه منبوذ من غيره، وقد يؤدي ذلك إلى انتحاره؛ نتيجة لشعوره بعدم الفائدة من حياته.